اليوم، تتداول العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية بارتفاع وسط مؤشرات على أن الجولة القادمة من التعريفات الجمركية من الرئيس دونالد ترامب قد تكون أكثر تقييدًا مما كان متوقعًا. استجاب المستثمرون بشكل إيجابي لتقارير عن مفاوضات محتملة بين الولايات المتحدة والصين، مما خفف من المخاوف من تصعيد إضافي في الحرب التجارية. كما تبدو الأسواق متماسكة أمام المخاطر الجيوسياسية، مدعومة بتوقعات استمرار إجراءات التحفيز من البنوك المركزية. ومع ذلك، وعلى الرغم من الشعور بالتفاؤل، لا يزال الحذر مطلوبًا بسبب المخاطر المستمرة المتعلقة بالنزاعات التجارية وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 وEuro Stoxx 50، إلى جانب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات. في الوقت نفسه، تراجعت الليرة التركية، حيث ظل المتداولون في حالة توتر بعد فترة من التقلبات التي أثارتها الاحتجاجات الوطنية.

فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، تحسنت المعنويات مع توقع أن تكون الجولة القادمة من القيود التجارية الأمريكية - المقررة في 2 أبريل - أكثر استهدافًا بدلاً من أن تكون شاملة. ومع ذلك، لا يزال المتداولون حذرين من التحذيرات الصادرة عن المسؤولين الصينيين والأستراليين بشأن الاضطرابات واسعة النطاق التي قد تصيب الاقتصاد العالمي نتيجة للسياسة التجارية الأمريكية.

حذر وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز من أن نهج الإدارة الأمريكية الجديدة قد يكون له تأثير زلزالي على الاقتصاد العالمي، بينما صرح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أن الصين مستعدة للصدمات التي قد تتجاوز التوقعات.

أثارت أخبار التعريفات الأكثر تركيزًا ارتفاعًا في الأسواق الآسيوية. ومع ذلك، لا يزال القلق مرتفعًا قبل الإعلان الرسمي عن الإجراءات، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. وفقًا لعدة مسؤولين، يخطط ترامب لفرض تعريفات متبادلة ضد دول أو تكتلات محددة، مع استثناء الآخرين. حتى الآن، لا تخطط الإدارة لتنفيذ تعريفات خاصة بالصناعة، على عكس تلميحات ترامب السابقة.

يستعد المستثمرون أيضًا لزيادة التقلبات في الأصول التركية بعد الاعتقال الرسمي لشخصية معارضة رئيسية. تم بالفعل حظر البيع على المكشوف للعديد من الأدوات المالية في سوق الأسهم التركية، مما يشير إلى توقعات باستمرار عدم الاستقرار في السوق. عقد البنك المركزي اجتماعًا تقنيًا مع المقرضين التجاريين يوم الأحد للتحضير للتقلبات، ومنذ ذلك الحين فرض حظرًا على البيع على المكشوف للأسهم.

في السلع، ظلت أسعار النفط مستقرة حيث قام المتداولون بتقييم التأثير المحتمل للتعريفات الأمريكية الإضافية وزيادة العرض القادمة من أوبك+. استقر الذهب بالقرب من 3,022 دولار للأونصة، قريبًا من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي وصل إليه يوم الخميس.

هذا الأسبوع، سيراقب المتداولون بيانات النشاط الاقتصادي من أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بحثًا عن علامات على تباطؤ النمو بسبب عدم اليقين بشأن التعريفات. من المقرر صدور تقرير التضخم الأسترالي قبل بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة - المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي - في نهاية الأسبوع.

التوقعات الفنية لمؤشر S&P 500

تستمر عملية التعافي. اليوم، الهدف الرئيسي للمشترين سيكون اختراق المقاومة الأقرب عند 5,715. قد يمهد هذا الطريق لتحقيق مكاسب إضافية وتحرك محتمل نحو المستوى التالي عند 5,740. أولوية رئيسية للمضاربين على الصعود هي أيضًا السيطرة فوق 5,766، مما سيعزز موقفهم. من ناحية أخرى، إذا ضعفت شهية المخاطرة، يجب على المشترين الدفاع عن منطقة 5,692. يمكن أن يؤدي الكسر دون هذا المستوى بسرعة إلى إعادة المؤشر إلى 5,670 وفتح الطريق نحو 5,645.